يؤكد المهندس المصري عماد عزمي رئيس شركة «الشعفار للمقاولات العامة» أن الحس المشترك للإنسانية ووحدة مصيرها لبناء نظام اجتماعي كفيل بأن يؤسس لقواعد الحوار بين الشعوب والحضارات وتلك هي الأسس الأخلاقية التي يرتكز عليها المجتمع الإماراتي للربط بين الماضي والحاضر والمستقبل
حيث تتفاعل تجارب الماضي مع إيقاع الحاضر ليفتح آفاقاً للتفكير في المستقبل الواعد والنظر إلى التسامح كحاجة إنسانية لتتحول الصراعات بشكل إيجابي إلى مواقف تعاونية وتشجيع ثقافة المشاركة لتدعيم قيم التضامن والإخاء والتسامح، ومن شأن ذلك أن يرسي قيم السلام والتعاون داخل مختلف المجتمعات.
ومن جانب آخر يقول عزمي إن دولة الإمارات سعت من خلال مبادرتها النوعية إلى ترسيخ العطاء التي تسير بالتوازي مع قيم الحوار والتسامح، ليتحول الأمر إلى سلوك مجتمعي، وترمي الإمارات من خلال استراتيجيتها الوطنية إلى تحقيق الاستدامة عبر بناء جسور للتواصل الحقيقي بين الثقافات لامتصاص التطرف والعنف الفكري بمختلف أشكاله في ظل احترام التنوع الثقافي للشعوب، التي لا يمكن أن تثمر إلا في ظل الإيمان بوجود مبادئ مشتركة. وأعطتها الأولوية لبناء نموذج أخلاقي يحتذى به، فرهان التنوع الثقافي هو مفتاح البقاء مستقبلاً، وركيزة للتنمية والتضامن لبناء أفق مشترك للإنسانية جمعاء.
ويضيف عزمي: «المجتمع المحلي استطاع تحقيق التوازن الثقافي والانفتاح الحضاري، وإثراء التجربة بما يتناسق مع الأسس الراسخة التي قامت عليها الدولة، ولا تزال تسير عليها إلى اليوم، لافتاً إلى أنه ليس من السهل ولا الهيّن وجود هذا الكم من الجنسيات والثقافات في مكان واحد، والأصعب تحقيق التناغم والانسجام بينها،.
وترسيخ مبدأ التعايش وتعزيز التسامح بين كافة أفراد الشعوب الأخرى، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمكنت بالفعل من تحقيق هذه المعادلة الصعبة والمهمة في الوقت نفسه. فعلى الرغم من كل المتغيرات على الساحة الدولية التي تهدد استقرار المجتمعات مازال سجل الدولة مشرفاً على صعيد السلم الاجتماعي، حيث أسهمت السياسة الخارجية المعتدلة والمحايدة لها في تعزيز مكانتها بين الدول واعتبارها صديقة للجميع».
ويعتقد عزمي أن الحياة الاجتماعية في الإمارات تقوم على توسيع الخيارات المتاحة بناء على روافده العلمية وأحلامه وطموحاته، وتلك الروافد هي مصادر التنمية، لا بمعنى النمو الاقتصادي فحسب، وإنما من حيث هي أيضا وسيلة لبلوغ حياة فكرية وعاطفية وأخلاقية وروحية مرضية بهذا المنظور يمكن القول إن دولة الإمارات استطاعت خلق منظومة حياتية متكاملة ومتطورة في آن، وهذه إحدى أهم مزايا مجتمعها المعاصر والمتماسك.
حيث يتاح للفرد أن يعبر عن آرائه سواء عبر الفن أو الثقافة أو المهنية أو الوسائل الأخرى التي يكفلها له النظام الديمقراطي ويحميها بل يطورها وينشرها ويجعلها متاحة فتشكل عامل قوة متبادلة من خلال تنوع ثقافاته وحمايتها في آن.